إنشاء الفكرة

الحياة الريادية

إنشاء الفكرة


من أكثر الأفكار الجاذبة لريادة الأعمال هي الفكرة القائلة أن رائد الأعمال مدير نفسه، حيث يقوم بعمل وإنجاز المهام بدون إشراف أو متابعة من شخص آخر، وبالرغم من أن ذلك يمنح رائد الأعمال قدراً كبيراً من المرونة و الحرية والمغامرة، وهي أمور رائعة في أغلب الأحيان، إلا أنها وفي أحيان أخرى تكون مصدراً للتوتر والضغط النفسي، ذلك أن تحقيق الريادة في مجال العمل يتطلب تحمل قدر أكبر من المسؤولية، والتي تقع بشكل رئيسي على عاتق المؤسس أو مجموعة المؤسسين للشركة الناشئة، ويرافق ذلك قدر كبير من ضغوطات العمل، والتي تختلف من أيام يكون العمل فيها سلساً وبدون ضغوطات، إلى أيام تتطلب العمل لساعات طويلة وأيام متواصلة بسبب حدوث أمر عاجل أو غير متوقع يتطلب الانجاز في وقت قصير، مما يتسبب بقدر أكبر من الأعباء الأدارية والقلق المتواصل في محاولة الإنجاز و العودة بالأمور إلى مسارها الصحيح.

 

من المهم جداً في مثل تلك الأوقات عدم الإحباط والاستسلام، وإدراك أن العقبات هي جزء أصيل لا يتجزء من الطريق للنجاح، وحتى إن بدت التحديات كبيرة جداً وصعبة التحقيق، فمن خلال التركيز على الأهداف يمكن الوصول إليها وتحقيقها مهما كان حجمها.

بسبب الضغط النفسي الذي يرافق إنشاء المشاريع الناشئة، فإن ذلك قد يدفع حتى أشد الأشخاص ذكاءً لارتكاب بعض الأخطاء الساذجة، والتي يستطيعون التغلب عليها من خلال اتباع الأساليب والطرق المناسبة لتجاوز تلك العقبات.

ويجب عند الاحساس بالإحباط أو السلبية بسبب الضغط العمل اتخاذ الخطوات التالية :

 

  • الوعي الذاتي إدارك لحظات التي يسيطر فيها التعب والارهاق، حيث أن محاولة دفع الأمور للأمام عند الارهاق قد تتسبب بالوقوع في الكثير من الأخطاء، وإدراك تلك اللحظات يساعد على تجاوزها وتحويل الأمور للمسار الصحيح.
  • إدراك حدود القدرات من خلال معرفة ما تجيده وتستطيع إنجازه، وما تحتاج فيه للإستعانة بمتخصص أو مستشار للمساعدة في إنجاز مهمة عالقة، حيث أنه من الطبيعي عدم اتقان أحد لكل الأمور الفنية والتقنية.
  • تقليل الشعور بالأنا من خلال طلب المساعدة الخارجية للمهام التي يصعب إنجازها وادراك الأوقات التي تحتاج فيها لتخفيف الأعباء العملية وتوزيعها على الآخرين، ومحاولة دفع الأمور للأمام للوصول إلى الإنجاز.

 

 

في النهاية ، يمكن القول أنه لا توجد حيلة سحرية للخروج من دائرة المشاعر الإيجابية والسلبية التي ترافق رائد الأعمال أثناء العمل على المشروع، ولكن من المهم تعلم كيفية الحفاظ على التوازن الشخصي وامتلاك روح القيادة للتعامل مع تلك الأوقات، انتظاراً للأوقات السعيدة التي ينفتح فيها أحد الأبواب المغلقة أو تتم فيها الصفقة الكبيرة المنتظرة.