إنشاء الفكرة

الملكية الفكرية

إنشاء الفكرة

تبدأ أغلب المشاريع الناشئة من فكرة مبتكرة لفرد يحاول تطبيقها على ارض الواقع، أو مشروع تجاري صغير يخطو خطواته الأولى، ولذا فلا تملك الشركات الناشئة في الغالب قاعدة كبيرة من الأصول، وهذا السبب الذي يجعل حماية “الأصول الفكرية” أمراً في غاية الأهمية، كونها ما يميز المشروع ويمنحه الميزة التنافسية والمصدر لتحقيق الإيرادات، كما أن الفشل في حماية هذه الأصول قد يؤدي إلى فشل المشروع بالكلية كذلك، وذلك لوجود كيانات آخرى تمتلك قدرات مالية وإدارية أوسع، تلاحظ الفرصة القائمة في فكرة المشروع، ومن خلال قدراتها تستطيع تطبيقها بشكل أكثر نجاحاً، مما يؤدي إلى فشل المشروع الناشئ وخروجه من السوق بعد ذلك.

 

تعطي الملكية الفكرية الحق القانوني في حماية الأصول المهمة للمشروع والابتكارات، والتي تشكل العصب الرئيسي للمشروع والسبب لانشاءه في الغالب، والقدرة على حماية هذه الحقوق هي ما يشكل الحد الفاصل بين نجاح وفشل المشروع.

 

لماذا تحتاج كل شركة ناشئة إلى استراتيجية  لحماية الملكية الفكرية ؟

في بداية أي مشروع، غالباً ما تكون الموارد المالية والبشرية محدودة، ولذا فيصعب تخصيصها لجانب واحد من جوانب المشروع، وهذا ما يزيد من أهمية وضع استراتيجية لحماية الملكية الفكرية في المراحل الأولى من المشروع، حيث أن الاستراتجية الناجحة  لا تعتمد على الوضع الحالي للمشروع، بل تقدم إطاراً لحماية المشروع خلال سنوات نموه في المستقبل.

ولا تمتلك معظم المشاريع الناشئة الإمكانات لتسجيل براءات الاختراع لجميع حقوقها الفكرية لا سيما في بدايات المشروع، ولذا تضطر إلى ترتيب الحقوق الفكرية حسب أهميتها وأولويتها للمشروع، وهنا يأتي دور الاستراتيجية الناجحة للحقوق الفكرية من خلال وضع خطة مفصلة خطوة بخطة، لتساعد على وضع الميزانية واتخاذ القرارات، وكلما تم إدراك ذلك في مرحلة مبكرة من عمر المشروع، كان من الممكن تفعيل الاستراتيجيات للحد من الإنفاق عليها أو تأخيرها حتى ينمو المشروع ويتطور.

, strategies can be employed to limit, or delay, spend until the business develops.

وبالرغم من اختلاف الشركات الناشئة في طبيعتها، إلا أنها في الغالب تواجه نفس المشاكل عندما يتعلق الأمر بالملكية الفكرية، حيث غالبًا ما يكون امتلاك الأصول الفكرية أمراً غير محسومٍ وواضح المعالم لا سيما إن لم يتم تحديد ذلك من خلال تسجيل الملكيات الفكرية، وهذا ما قد يعرض المشروع للخطر.

في كثير من الأحيان، يتشارك أكثر من شخص في إطلاق الشركة الناشئة، كما يتم الاستعانة بمستشارين للمساعدة في العمليات التجارية أو الهوية البصرية، أو برمجة الموقع الالكتروني أو دراسة السوق أو عمل المحتوى التسويقي…الخ، وفي حالة عدم حيازة الحقوق الفكرية لهذه المهام بشكل كتابي وقانوني واضح، فإن الشركة الناشئة قد لا تستطيع ادعاء ملكية تلك الحقوق، لتبقى مع الأفراد الذين عملوا عليها.

 

كذلك يجب التأكد من محافظة الموظفين والاستشاريين العاملين في المشروع على معلوماته السرية وأسراره التجارية، كما يجب توثيق ذلك من خلال عقود العمل الموقعة معهم، للحفاظ على البيانات ونتائج الاختبار وقوائم العملاء… الخ بشكل آمن. وفي حالة السماح للآخرين باستخدام أي شيء من تلك الحقوق، فيجب توثيق ذلك في اتفاقية ترخيص مكتوبة، مع ذكر نطاق الاستخدام المسموح به من قبل الجهة التي ستسخدم تلك الحقوق.

 

ختاماً، يمكن تشبيه عملية تسجيل الحقوق الفكرية بتأجير منزل، حيث يحتاج المؤجر إلى تحديد مقدار الأصول المطلوب حمايتها، ومدة ذلك، وكيفية إنهاءها، ومن له الحق في استخدامها، وأين يمكن استخدامها، وفي ماذا يمكن استخدامها، وما يترتب عليه ذلك الاستخدام.

 

Reference:

https://www.entrepreneur.com/article/321714