إنشاء الفكرة

العقلية الريادة

إنشاء الفكرة

صفات العقلية الريادة

هل سبق وفكرت ما هو الأمر الذي يميز رائد الأعمال؟ عادة ما يكون رائد الأعمال أكثر قدرة على المرونة والتكيف مع المشقة أكثر من غيرهم، كذلك العمل حتى أوقات متأخرة، ولساعات طويلة، مع الاستمرار بنفس القدر من التركيز، بمعنى آخر، يمكن القول أن رائد الأعمال يمكنه التخلي عن الكثير في سبيل تحقيق رؤيته وحلمه، وهذا جزء صغير فقط مما يميزهم.

 

ترتسم الصورة الذهنية لرائد الأعمال كشخص شجاع يقوم بإدارة مشروع ناشئ صغير، مع سيل هادر من الأفكار والكثير من المخاطر المالية، حيث تركز أغلب الأفكار عن النمو الريادي على المبيعات، الايرادات، توظيف المواهب، …الخ

ومن المهم التأكيد أن العقلية الريادية لا تأتي فجأة، بل تكون فقط من خلال السلوك الصحيح في المشروع والعزم والمثابرة لتحقيق النجاح، وها هو المفتاح لانشاء مشاريع ناشئة ناجحة.

 

ولتوضيح المعنى المقصود بالعقلية الريادة، يمكن القول بأنها طريقة في التفكير يمكن من خلالها انجاز التحديات وتصحيح الأخطاء،  في حلقة متصلة تتضمن تحسين  المهارات  والتكيف مع التغيير، والقدرة على اتخاذ القرارات وتحمل مسؤولية النتائج ومواجهة التحديات، ويتطلب ذلك العمل بشكل مستمر على تطوير  المهارات و التعلم من الأخطاء وأتخاذ القرارات بشكل مستمر لتحسين الفكرة التي يتم العمل عليها، ويمكن لأي كان بالإرادة للعمل الجاد والانجاز امتلاك العقلية الريادية. كذلك تتضمن مواصفات صاحب العقلية الريادية القدرة على أخذ المخاطر المحسوبة وتقبل التغيير بشكل مستمر، والتعامل مع حالة عدم الوضوح، كما يمكن إضافة التحفيز والسلوك الايجابي كأحد أهم ميزات أصحاب العقلية الريادية

 

هناك مجموعة من المواصفات التي أصحاب العقلية الريادية ويمكن اختصارها بما يعرف ب 8ps ، وكلما تكاملت هذه الصفات، كان لذلك الأثر الاضافي على تحسين العقلية الريادية.

  • الشغف : يمكن القول أن صاحب أي مشروع يكن الكثير من الحب للفكرة التي يعمل عليها ويتمنى رؤيتها وقد تم تقديرها من العالم، وبالتالي يكون الشغف هو القوة الدافعة الرئيسية للعمل الجاد والإصرار والمثابرة من خلال الإيمان بالفكرة، وهذا ما يقود رائد الأعمال النجاح في مشروعه، من خلال إيمانه أن كل شيء قابل للتحقيق. ويستمر رواد الأعمال بهذا الشغف بالعمل على تطوير أفكارهم حتى يصبحو رواد في المجالات التي يعملون بها متجاهلين الخوف من الفشل أو العقبات في الطريق.

 

  • إدراك الفرص : يمكن لإدراك الفرص والتعامل معها المساهمة بشكل كبير في نجاح المشروع، وأحد أشهر القصص على ذلك هي قصة شركة باتا Bata للأحذية والتي تنتشر في كافة أنحاء قارة أفريقيا حتى المناطق النائية منها. وتبدأ القصة في نهايات القرن التاسع عشر عندما بدأت أفريقيا بفتح أسواقها للعالم، وبدء العديد من مصنعي الاحذية بإرسال فرقهم إلى هناك لدراسة الفرص التجارية المتاحة، واجمع معظمهم على عدم وجود سوق لشركات الاحذية في تلك الفترة من الزمن في ذلك المكان من العالم لسبب بسيط هو (إن معظم الناس في أفريقيا في ذلك الوقت لم يكونوا يرتدون الأحذية)، لكن فريق شركة باتا كان له رأي آخر، حيث حلل الأمور بالطريقة التالية: بما أن الناس في أفريقيا لا يرتدون الأحذية، فبالتالي هناك فرصة كبيرة لنا في هذا السوق. وبالرغم من أن الظروف في ذلك السوق كانت متطابقة بالنسبة لجميع الشركات، إلا ان القدرة على الرؤية المستقبلية هو ما قاد شركة باتا لاغتنام هذه الفرصة، وهذا ما يميز رواد الأعمال الناجحين الذين يسعون لادراك فرص السوق واستغلالها باستمرار، وهو ما يمنحهم ميزة عن منافسيهم قد توصلهم للحصول على نصيب الأسد أو احتكار السوق.

 

  • استغلال القدرات : يسعى رواد الأعمال لاستغلال قدراتهم بشكل كامل أثناء محاولتهم تأسيس مشاريعهم، من خلال الاستغلال الأمثل للوقت والموارد المتاحة لديهم واستثمارها بأفضل صورة، واحاطة أنفسهم بالأفكار الايجابية، لاكتساب المعرفة من خلال بذل الجهود على المهام الأكثرأهمية، و احاطة أنفسهم بفريق عمل من الناجحين، والفضول المستمر لتعلم الجديد في المجال. وبالرغم من اختلاف حجم القدرات لدى الناس، إلا أنه يمكن تدريب الدماغ على تطوير ذلك، وزيادة الإمكانية لاستغلال القدرات.

 

  • الأفراد : يتكون أي مشروع تجاري من مجموعة من الأشخاص بغض النظر عن طبيعته، وبالتالي فإن نجاح المشروع يعتمد بشكل مباشر على الأفراد الذين يديرونه. ويحتاج كل رائد أعمال، أو مدير أو قائد مشروع يمتلك رؤية، لفريق ناجح لتحقيق تلك الرؤية، ويعتمد الأمر عليه لإيجاد الأشخاص المناسبين ونقل رؤيته إليهم، وإيجاد المواهب المناسبة، والاستثمار في بناءها وتطويرها وصقل مهارتها وسلوكها، وشحنها بالطاقة الإيجابية.

 

  • التعلم المستمر : إن كان لديك مهارة التعلم السريع والحصول على المعرفة، يمكنك بشكل دائم بناء وتطوير مصادر دخل جديدة، التعلم السريع مهارة في غاية الأهمية لرواد الأعمال في هذا العالم المتسارع، والمعرفة هي الشيء الوحيد الذي يساعدك على تطوير أفكار جديدة بشكل مستمر، وهذا أمر في غاية الأهمية لنمو المشروع.

 

 

  • المثابرة : لا شيء سهل في ريادة الأعمال، والطريق للنجاح في أي مشروع ناشئ هو طريق مليء بالعقبات والصعوبات والمشاكل. وفي هذه الحالة يحتاج رائد الأعمال للمثابرة والإصرارة والنظر للهدف النهائي بشكل مستمر حتى يتمكن من تحقيق النجاح.

 

  • التكيف مع التغيير: الكل يريد التغيير ولكن لا أحد يريد أن يتغير، ومقاومة التغير هي طبيعة بشرية، ولذا يجب على رائد الأعمال التدرب بشكل متواصل على قبول التغيير والتكيف معه، ويتميز رواد الأعمال الناجحون بكونهم أشخاصاً مرنين، يمكنهم التكيف مع التغيير بسرعة، من خلال النظر للتغيير كأمر إيجابي.

 

  • المبادرة : المبادرة من أهم الصفات التي تميز رواد الأعمال الناجحين، بدون انتظار تأثير أو دفع من أحد، يأخذ رواد الأعمال المبادرة بأنفسهم، على العكس من معظم الناس لاسيما الموظفون الذين يقومون بالعمل المطلوب منهم فقط، يقوم رائد الأعمال بالمبادرة وعينه على الصورة النهائية للحصول على أفضل النتائج.

 

المراجع

https://hacktheentrepreneur.com/entrepreneurial-mindset/

http://markets.ft.com/research/Lexicon/Term?term=entrepreneurial-mindset

https://innovationexcellence.com/blog/2019/04/12/the-entrepreneurial-mindset/

https://www.forbes.com/sites/ninaangelovska/2018/10/10/the-8-ps-of-entrepreneurship/#5b9927f414f5

https://groco.com/readingroom/lead-successful-entrepreneur/

https://businessbonfire.com/8-ps-of-entrepreneurship/